الخميس، ٣ ديسمبر ٢٠٠٩

منك لله يا ظروف

هل سمعت قبل كده واحد بيقول جملة من الجمل دي:
- أنا كان ممكن أكون أحسن من كده، لولا الظروف..
- الظروف كانت أقوى مني..
- أصل أنا ظروفي وحشة..

أكيد سمعت جملة من دول قبل كده.. صح؟؟
خليك صريح مع نفسك..

تخيل قائل العبارة دي.. تخيل شكله وهو بيقولها..
هل إنت متخيله شخص سعيد وناجح في حياته؟
هل إنت متخيله مبتسم ومتحمس وهو بيقول الكلام ده؟؟

أكيد لأ.. مش كده؟
طيب.. تعالَ أسألك سؤال..

هل تعتقد إن نجاح الإنسان وسعادته ليها علاقة بالظروف؟؟

فكر في إجابة السؤال ده كويس..

هل النجاح في الحياة.. له علاقة بالظروف؟
يعني:
هل نجاحك أو فشلك.. بتتحكم فيهم ظروفك اللي إنت عايشها؟؟
الإجابة هي:
لأ!!
الظروف مالهاش أي علاقة بنجاح الإنسان أو فشله..!!

سامع واحد بيقول لي: إيه الكلام ده يا عم؟ مالهاش علاقة ازاي؟؟ لو واحد ظروفه وحشه أكيد ممكن مايقدرش ينجح.. إنما لو واحد ظروفه كويسة.. هيكون ناجح في حياته بسهولة!!
كتير بيعتقدوا الاعتقاد ده.. وناس كتير بعتوا لي عن (احلم بس من غير ما تنام) اللي كنا بنتكلم فيها عن الطموح, وقالوا نفس الكلام اللي بنسمعه ده.. إن الظروف هي كل حاجة..
طيب.. هاحكي لكم كام قصة كده.. وبعدين نرجع لموضوعنا:
كان فيه واحد اسمه كولونيل سانرز.. ده اخترع تتبيلة للدجاج وكان عايز يسوّقها ويجيب منها قرشين.. في البداية فشل.. وبعد كده فشل برضه.. لكن بعد كده.. فشل برضه!!

كان بيحاول يقنع المطاعم بالتتبيلة بتاعته وكان عايز حد يشتريها منه.. لكن الكل رفض.. الظروف ماكانتش في صالحه لأنه جرب يعرض بضاعته على 1008 مطعم!!! وكلهم رفضوا.. تخيل؟؟

لكن بإصراره وتعلمه من تجاربه.. قدر في النهاية يسوّق التتبيلة دي.. وكان مقدر لها إنها تنتشر في جميع أنحاء العالم.. والمطاعم اللي بتستخدم التتبيلة دي فروعها موجودة في جميع بلاد العالم تقريبا.. أكيد سمعت عن دجاج كنتاكي.. مش كده؟

توماس أديسون مخترع المصباح الكهربائي.. كانت الفكرة دي في تفكيره وكان بيحاول يحققها.. حاول كتير وحاول أكتر.. وحاول أكتر وأكتر.. عمل تجارب كتير.. عارف جرب كام تجربة؟ 999 تجربة!!

الحظ ما كانش في صالحه طبعا... المفروض يجرب مرة أو اتنتين أو حتى عشرة أو عشرين.. لكن في كل مرة كانت التجربة بتفشل.. الحظ ماكانش في صالحه طبعا لكنه حاول تاني واتعلم من تجاربه اللي فاتت.. وفي النهاية.. نجاحه هو اللي منور المكان اللي إنت قاعد فيه دلوقتي..!

بيل جيتس أغنى أغنياء العالم.. الظروف كانت صعبة في بداية حياته وواجه الفشل أكتر من مرة وفشل في دراسته في جامعة هارفارد.. لو كان استسلم للظروف, ماكانش زمانك قاعد قدام كمبيوتر بتقرا عليه الموضوع ده!


فاهمين حاجة من القصص دي؟
لو قريت سيرة أي حد ناجح.. أي حد.. هتلاقي حاجة غريبة قوي.. هتلاقي إن بداياتهم كلها كانت صعبه وإن الظروف ماكانتش في صالحهم.!!
كلهم كانوا كده!!

كلهم.. فنانين أو أدباء أو قادة أو أنبياء.. ماحدش استقبلهم بالورود في بداياتهم وكانت الظروف قاسية جدا.. نجاحهم ده هم اللي عملوه بمواجهة الظروف دي!
مقياس نجاحك هو مدى قوة قهرك للعقبات التي واجهتك وتغلبك عليها..
لا يوجد نجاح بدون عقبات.. هذا بديهي!!..


منك لله يا عقبات.!
أي إنسان مننا بيمر بمرحلتين في حياته..

أولا: مرحلة الاعتماد على الآخرين
وهي المرحلة اللي الإنسان بيكون فيها محتاج حد يوفر له المأكل والمشرب والملبس.. بيكون فيه حد مسئول عنه.. عشان كده بيكون الإنسان مش مسئول عن نتائج تصرفاته.. لأنه مش مسئول عن نفسه أساسا!
ثانيا: مرحلة الاعتماد على النفس
في المرحلة دي الإنسان بيكبر وبينضح وبيكون مسئول عن نفسه هو.. في المرحلة دي بيبقى مسئول تماما عن نتائج أفعاله..

إنت مين فيهم؟
مش كل الناس مروا بمرحلة النضج التانية دي.. فيه ناس لسه معتبرين إنهم مش مسئولين عن حياتهم.. ولسه بيلوموا آباءهم!!

- ده بابا كان بيعاملني بقسوة!!
- أصل أنا اتربيت غلط!!
لاحظ إن الشخص ده بيدور على أي شماعة يعلق عليها فشله.. لأنه معتبر نفسه غير مسئول عن نتائج أفعاله..


ما الشماعات؟
الشماعات دي هي اللي بيعلق عليها الفاشل فشله.. بيعتبرها السبب في كل اللي بيحصل له زي ما عرفنا..

وأمثال الشماعات دي:
الأب والأم (ربوني غلط).
الآخرين (ما حدش فاهمني – ما حدش بيساعدني).
الظروف الاجتماعية.
الظروف المادية.
الحظ.
أوضاع البلاد.
حالة الطقس!
دي بعض الشماعات اللي ممكن تلاقي الفاشل بيعتبرها سبب فشله.. لسبب واحد.. هو إنه معتبر إنه مش مسئول عن حياته.. معتبر نفسه مجرد ريشة في مهب ريح الظروف.. تافه مالوش أي رأي أو مقاومة ومش بيدافع عن نفسه أو يحاول يطور ذاته.. مجرد ريشة..


اكسر الشماعات

أنت مسئول عن حياتك تماما.. لو آمنت أن الظروف هي التي تتحكم فيك فأنت في مشكلة كبيرة.. لكن لو آمنت أنك أنت من يصنع حياتك وأن قراراتك التي تأخذها بنفسك هي التي تقرر حياتك أنت..
حياتك ملكك أنت وأنت من يصنعها..

أي ظروف من الممكن أن تتغلب عليها.. أي ظروف..
كل حاجة ممكن تظبطها..
فيه سؤال اتبعت لي السؤال بيقول إن التربية هي العامل الأساسي اللي بيحكم الثقة بالنفس.. وإن دي حاجة خارج إرادتنا.. ظروفنا كده بقى!!

ولصاحب هذا السؤال وأمثاله نقول:
كل الظروف ممكن تتغلب عليها.. حتى لو اتربيت غلط.. ممكن تغير من نفسك للأحسن..!!
مين فينا والديه متخصصين أكاديميا في تربية الأطفال أصلا؟؟
كام واحد؟؟

قليل جدا طبعا.. يبقى ممكن معظمنا حصل لنا بعض الأخطاء في التربية.. ده شيء طبيعي في الدنيا كلها!!

كل شيء ممكن تغييره في شخصيتك.. أنت تملك زمام نفسك وتصرفاتك وعقلك.. ومجال تطوير الذات وضع كي تتخلص من الخجل والتوتر والخوف وقلة الثقه بالنفس.. كلها أشياء من الممكن تغييرها بنفسك إلى ما تشاء.. القدرات القيادية تولد مع الشخص.. لكن من الممكن تعلمها كأي شيء آخر.. أمال مجال تطوير الذات معمول ليه؟؟

تستطيع تغيير نفسك إلى ما تريد..
تستطيع تغيير شخصيتك..
تستطيع أن تكتسب أية صفة تريد أن تتصف بها.. مثل الثقة والتحكم في النفس والعقلانية والشجاعة.. فقط لو آمنت أن لا شماعات هنالك وأنك أنت المتحكم في كل ما في حياتك!

مافيش حاجة اسمها ظروف.. أي حاجة ممكن تقهرها.. خليها قاعدة..

قصة الرجل الذي كان في الندوة!
في الندوة التي أقمناها في ساقية الصاوي منذ فترةتكلمت في هذا الموضوع.. وفي فقرة الأسئلة تقدم أحد الحاضرين وقال:
- دكتور شريف.. ما تقوله كلام فارغ!

ابتسمت وطلبت منه أن يستمر.. فقال شيئا من هذا القبيل:
كيف تقول إن الظروف لا علاقة لها بنجاح الإنسان؟ ظروفي كانت صعبة جدا:
فصلت من عملي
بحثت عن غيره فلم أجد
حاولت فتح مشروع لكنه فشل..
حاولت مرة أخرى وفشلت..
بعت ذهب زوجتي..
حاولت من جديد لكنني فشلت..
فكيف تقول إن الظروف لا علاقة لها بالنجاح؟
من حضروا هذا اللقاء عرفوا ماذا كانت إجابتي..
ابتسمت وقلت له:
لقد واجهت ظروفا صعبة جدا.. حاولت وفشلت.. واجهتك الكثير من الصعاب والمحن والشدائد.. لكنك صمدت وفي كل مرة كنت تقوم وتنفض الغبار وتحاول من جديد.. لم تستسلم للظروف ومازلت سائرا في طريقك... اسمح لي أن أقول لك: أنت ناجح.. وأنا أحاول هنا أن أقنع الناس كيف يكونون مثلك.. أرجو أيها السادة أن تصفقوا لهذا الشخص الناجح...!

ضجت القاعة بالتصفيق الحار وتعجب الرجل وقد رأى الأمر من هذه الزاوية.. إنه ناجح فعلا!!

استأذن في سؤال آخر.. وقال:
- عندي سؤال آخر.. حسنا.. لي صديق أكثر ذكاءً مني وإمكانياته رائعة.. لكن حظه لم يساعده للحصول على وظيفة جيدة كالتي وجدتها لنفسي مؤخرا..

سألته في حماس:
تعني أنك قد وجدت وظيفة جيدة بعد كل ما حدث لك؟؟ أنت ناجح يا عزيزي.. صفقوا له مرة أخرى إنه أكثر نجاحا مما كنا نظن!

راح الجميع يصفقون له في حرارة من جديد.. لقد كان إنسانا ناجحا لكنه لم يدرك هذا من قبل!

أجبت سؤاله بأن صديقه الذي تحدث عنه, لم يحصل على فرصة جيدة لأنه ليس قويا مصرا متحديا مثله.. وطلبت منه أن يعلمه كيف يكون ناجحا مثله.. وأن يفهمه أن الظروف لا تعني أن نستكين ونستسلم!
إمكانياتك وقدراتك ليست كافية لنجاحك.. لابد من الإصرار والتصميم والتغلب على العقبات والظروف كي تصل إلى مرادك..
هذا شيء بديهي!

حسنا.. تكلمنا قليلا عن الظروف وكيف يؤمن البعض بأنها تسيطر على حياتنا.. وعرفنا معا كم أن هذا خطأ..
لأن كل الناجحين.. كلهم.. واجهوا ظروفا قاسية في البداية

بقلم : د/ شريف عرفة


http://www.forums.fci4all.com/index.php?showtopic=10416

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق