الخميس، ٣ ديسمبر ٢٠٠٩

ماذا تعتقد , سيادة القبطان ؟

هل أنت ناجح في الحياة ؟


هل أنت سعيد ؟


ما هي نظرتك لنفسك ؟


ما هو تقديرك لقدراتك ؟


هل سالت نفسك يوما هذه الأسئلة ؟


بالتاكيد فكرت يوما في هذه الأسئلة.. و ربما جال بخاطرك انك لست كما كنت تريد لتفسك أن تكون .. و ربما العكس ؟


من الملفت للنظر ما يكتبه المختصين حول أهمية هذه الأسئلة .. التي تدور حول : ماذا تظن عن نفسك ؟


لأن ما تعتقده عن نفسك , هو ما ستكونه فعلا !


أعني انك إن ظننت أنك ستفشل في شيء ما , فإنك حتما ستفشل..حتى لو كانت عندك القدرات التي تؤهلك للنجاح..


هذه الاعتقادات السلبية التي نفكر فيها أحيانا مثل: ( أنا غير كفء- أنا لن أنجح- أنا لا أستحق...) هي دائما أكثر خطورة مما تظن.. لأنها رسائل مباشرة منك من عقلك الواعي , إلى عقلك الباطن الذي سيطيعك و يعمل على تنفيذ كل هذه الأوامر..


يشبه د.جوزيف ميرفي هذا الموضوع بمثال لطيف جدا :


- قبطان السفينة يجلس في كابينته على السطح..ليراقب الاتجاهات و المسافات و يحدد خط السير.. بينما هناك عمالا في غرفة المحركات يتولون توجيه الدفة و تشغيل الأجهزة و المحركات...


القبطان يقرر الاتجاه من موقعه, و العمال في غرفة المحركات ينفذون الأوامر دون مناقشة أو تفكير.. لاحظ أنهم هم من يقوم فعليا بتحريك السفينة.. لكن بأوامر القبطان.


هكذا الحال بالنسبة لك..


- أنت قبطان سفينتك.. و عقلك الباطن هو عمال غرفة المحركات الذين ينفذون أوامرك دون أي تفكير..


فتأكيداتك لنفسك باعتقادات سلبية , ما هي إلا أوامر لعقلك اللاواعي سيتولى تنفيذها حرفيا.." لأن هذا ما يريده سيادة القبطان !"


فلو اعتقدت أنك لن تنجح في الحصول على وظيفة جيدة.. فإنك بهذا تعطي أمرا مباشرا لعقلك اللاواعي سيعمل على تنفيذه... "لن تحصل على هذه الوظيفة كما أمرت.. سمعا و طاعة أيها القبطان !!"


هذا أحد قوانين العقل الباطن.. أن قدراتك الشخصية هي ما تتوقعه لنفسك.. لو كنت تثق في قدراتك و تتوقع النجاح .. فسيعمل عقلك اللاواعي على تنفيذ هذا الأمر.. هكذا تسير الأمور !


كما قلنا سابقا فإن النجاح في الحياة يبدأ من طريقة تفكيرك ذاتها و ما تعتقده عن نفسك.. لو آمنت بهدفك و آمنت بقدراتك على تحقيقه .. ستجد نفسك تسير نحو الهدف ...


(( سأحكي لك قصة ..))


لي صديق يهوى الغناء.. صوته عذب و عنده ملكة غير عادية في التأليف و التلحين .. و كان يحلم بأن يكون مطربا ..


لكنه لم يصبح مطربا !!


هل تعرف لماذا ؟


في قرارة نفسه لم يكن يؤمن تماما بقدراته.. بالتأكيد كانت هناك رسائل سلبية على غرار ( أنا لست متميزا – صوتي كصوت الآلاف- أنا لا أستحق.....)


تكلمت معه لأعرف هذه الرسالة السلبية.. فقالها لي بينما نحن نتحدث:


( أنا غير وسيم.. لا يمكن ان أكون مطربا !)


هذه الرسائل كما قلنا هي رسائل مباشرة لعقله اللاواعي سيعمل على تنفيذها.. أتدري كيف ؟


لم يتقدم لأي اختبار حقيقي.. لم يسع لمقابلة أي شخص يمكنه اكتشاف موهبته .. لم يعمل حتى لصقل موهبته...


لم يعطه عقله اللاواعي الحماس الكافي ليفعل هذا.. بل أعطاه احساسا مقيما بانعدام الأمل.." أنت قررت أنك لا تستحق ؟ سمعا و طاعة أيها القبطان.. لن نخذلك أبدا !"


(( سأحكي لك مثالا آخر..))


لي صديق يكتب منذ كنا في المدرسة.. كان يكتب قصصا ساخرة كانت من أروع ما قرأت..


ماذا حدث بعد ذلك ؟


كبرنا و تخرجنا من الجامعة.. سعيت في اتجاه الصحافة لأنني كنت أؤمن بموهبتي.. كبرت و أصبحت مسئولا عن مساحة للنشر.. لكن صديقي لم يكن قد نشر شيئا بعد في حياته..


قابلته و عرضت عليه أن ينشر شيئا ما.. لكنه لم يبد حماسا و بدأ في التلكؤ ..


سألته بصراحة عن السبب..


فكانت إجابته هي ما توقعته تماما :


"لست جيدا لهذه الدرجة !"


كانت هذه الرسالة السلبية التي كان يرسلها دوما إلا عقله اللاواعي - رغم موهبته الواضحة - و كان هذا الأخير ينفذ الأوامر بعناية:


" أنت لا تستحق ,سيادة القبطان ؟ سمعا و طاعة.. لن تنشر أبدا !"


و حين بدأ في الإيمان بقدراته و أنه يستحق.. بدأ حواره الداخلي يختلف: أنا كاتب جيد .. أنا أفضل من الكثيرين.. أنا أستحق !


و بدأ يكتب انطلاقا من هذا الاعتقاد الجديد..


ماذا كانت النتيجة ؟


أعجب الكثيرون بأول موضوع نشره في حياته بل و عرض عليه العمل في احد المجلات في الخارج !


ما الحكمة من هذا كله ؟


الحكمة هي أنك ستكون ما تعتقده عن نفسك.. لو اعتقدت انك لن تكون سعيدا فسيتحقق لك ما أمرت به .. لو آمنت بقدرتك على النجاح فستتلاحظ بنفسك الطاقة التي انبعثت في داخلك لتصل لما كنت تحلم به..


إلغ أي رسالة سلبية تجد أنك تفكر فيها .. الغها تماما و استبدلها برسالة إيجابية و لاحظ الفرق الذي سيتحقق في نظرتك للأمور..


ستكون سعيدا لو فكرت في هذه الفكرة و قررت أنها واقع حقيقي .. ستكون ناجحا لو آمنت بأنك فعلا ناجح الآن ..


أليس كذلك سيادة القبطان ؟
 
د/شريف عرفة

http://www.forums.fci4all.com/index.php?showtopic=11172

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق